Tag Archives: الاستبداد

Review: طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد

طبائع الاستبداد ومصارع الاستعبادطبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد by عبد الرحمن الكواكبيMy rating: 4 of 5 stars

اللعنه على الإستبداد.

أتفق مع عبدالرحمن الكواكبى أن آفة العرب هى الإستبداد ، و الإستبداد أصل كل مرض أصاب العرب و المسلمون منذ زمن طويل.

الإستبداد يخلق إنسان خامل مشوش لا يهتم بالعمل للآخره، بل كل ما يهمه هو “هنا” و “الأن”. يخلق إنسان لايهتم إلا بالملذات الحسيه و بكل ما هو مادى ، خشيته من الحاكم – لإنه هنا و الأن – أكبر من خشيته من الله ، يفضل قراءة الأورده و التسابيح التى يعتقد أنها تزيد من رزقه على أن يقرأ القرآن ويتدبره ، يحول الدين من منهج حياه و إقامه للعدل و رفض الظلم و إعلاء الحق إلى طقوس تحولت إلى عادات ، و أورده و تسابيح يحرك بها شفاهه دون فهم و تفكر و تدبير.

الإستبداد يؤثر فى جميع جوانب و أنشطة الدوله بالسلب ، فهو يخلق الشيخ الذى يمجد السلطان و يخشى أن يقول قولة حق ، و يخلق النخبوى المنفصل عن أرض الواقع و يحاول أن يرضى طبقه معينه و أعوان الحاكم ، و يخلق رجل الأعمال الذى لا يهتم بباقى الشعب و يعمل فقط على إرضاء نفسه و الحاكم و أعوانه و لو بإمتصاص دماء الشعوب.

لن نتخلص من الإستبداد إلا برفع الوعى لدى الناس و تنمية إدراكهم بالظلم الواقع مما قد يؤدى إلى تقبيحه فى نفوسهم ، و هذه هى الخطوه الأولى. التخلص من الإستبداد ليس بالأمر السهل و الهين ، و يحتاج إلى الجهد و الإخلاص و المثابره و قبل كل ذلك إنكار الذات ، و وضع مصلحة الناس قبل أى مصلحه شخصيه و مجد شخصى.

كتاب رائع و ثورى من الطراز الأول ، يشعل بداخلك ثوره عارمه لرفض أى ظلم و خمول و تكاسل و ديكتاتوريه ، على الرغم من أن عمر هذا الكتاب أكثر من 100 عام ، إلا أنه كما لو كان الكاتب يعيش بيننا الأن و يوصف ما فعله الإستبداد بنا و بأمتنا.

لم يعجبنى بعض النقاط فى هذا الكتاب و لكن أعتقد أنها لا تذكر إذا ما قورنت بالإفاده منه ، و بعضاً من هذه النقاط ما يلى:

– ذكر الكاتب ص 123: ولهذا يكون العضو الذي لا يصلح لوظيفة، أو لا يقوم بما يصلح له، حقيراً مهاناً. وكلُّ من يريد أن يعيش كَلاًّ على غيره، لا عن عجزٍ طبيعيٍّ، يستحقُّ الموت لا الشفق.

أعتقد أن هذه مبالغه فى رفض العضو الخامل ، هذه الجمله بها لمسه من النيتشويه ، و بسبب هذا المبدأ أعدم هتلر كل عضو غير منتج سواء كان بسبب عجز أو غيره.

– ذكر الكاتب فى ص 120: أيها الوطن الحنون : كون الله عناصر اجسامنا منك ، وجعل الأمهات حواضن ؛ ورزقنا الغذاء منك ، وجعل المرضعات مجهزات ، نعم ، خلقنا الله منك ، فحق لك أن تحب أجزاءك وان تحن على افلاذك . كما يحق لك في شرع الطبيعة أن لاتحب الأجنبي الذي يأبى طبعه حبك ، الذي يؤذيك ولا يواليك ، ويزاحم بنيك عليك ويشاركهم فيك ؛ وينقل الى ارضه في جوفك من نفيس العناصر وكنوز المعادن فيفقرك ليغني وطنه ، ولالوم عليه بل بارك الله فيه “.

أعتقد أنه غير موفق فى أخر جمله “ولالوم عليه بل بارك الله فيه” ، أيضاً هذه الجمله بها بعض النيتشويه و ترسيخ لمبدأ “البقاء للأقوى” ، القوه مطلوبه و لكن لابد أن تقترن برحمه. و ما فعله الغرب بنا هو إغتصاب و مص دماء الشعوب ، ولا يمكن أن يرضى الله على مغتصب الحقوق الذى يعثى فى الأرض فسادا و نهباً.

و أختم بهذه المقوله لعبدالرحمن الكواكبى: اللهم ان المستبدين وشركاءهم قد جعلو دينك غير الدين الذى أنزلت فلا حول ولا قوة إلا بك !

أحمد عبدالمنعم
15 سبتمبر 2011

View all my reviews

Leave a comment

Filed under Books