Tag Archives: 25 يناير

من أجل مصلحة المريض

كان يا ما كان مريضاً بالسرطان يعلم أن سكوته على الورم معناه الموت المحقق ، و على الرغم من إدراكه لكل الآثار الجانبيه لعلاج هذا الورم و إستئصاله ، آثر أن يأخذ طريق العلاج و إزالة الورم و تحمل العواقب على أن يسكت و يموت بسبب هذا الورم الخبيث الذى انتشر فى جسمه بلا رحمه ولا هواده.

و لأن هذا المريض بدأ يتحرك فى الوقت المناسب قبل أن ينال الورم منه فقد لاحت بوادر الشفاء ، و بدأ الورم فى التقلص و التشتت ، و لكن بقى منه “القليل” يأبى أن يغادر فى سلام. و بعد تماثل هذا المريض إلى الشفاء و تحسنت حالته بشكل ملحوظ بدأت تظهر الآثار الجانبيه للعلاج ، أمراض كثيره أصيب بها و يحتاج إلى وقت علاج إضافى ، و لإن الأنسان كان ذهوقاً و أكثر شيء جدلاً فقد ظهرت بوادر إنشقاق بين عائلة هذا المريض:

* الفريق الأول يرى أنه يجب أن يستمر المريض فى العلاج و ألا ينسوا ما تبقى من “السرطان” حتى يشفى تماماً ، و بدأوا فى شراء المزيد من الأدويه.
* و الفريق الثانى رأى أن المريض يجب أن يفكر فى مستقبله و أن يخطط له و لا ينتظر الشفاء التام لأن هذا يحتاج إلى وقت كبير. و بدأوا فى التخطيط لمستقبله و شراء ملابس جديده له و بعض المستلزمات التى “سيحتاج” إليها بعد الشفاء التام.
* الفريق الثالث و لأن صبرهم قد نفذ و تم تجاهلهم من أول فريقين “تمنوا” أن يعود السرطان إلى جسد المريض ، و ليحدث ما يحدث.

و طبعاً للشفاء التام يجب أن يهتم الفريق الأول بالأدويه و الفريق الثانى بالمستقبل ، و الأهم أن يوضحوا للفريق الثالث دون إحتقار أو نظره دونيه برؤيتهم لعلاج هذا المريض.

عليهم ألا يختلفوا و يتركوا المريض يموت ، على كل فريق أن يقدم ما يستطيع من أجل إنقاذه ، على الجميع الوقوف معاً لإستئصال ما تبقى من الورم ، على الجميع التفكير فى مستقبله حتى يقف على قدميه ، على الجميع تقدير ما يفعله الفريق الآخر دون مزايده و دون تجريح أو تسفيه أو إقصاء …… من أجل مصلحة المريض.

أحمد عبد المنعم
القاهره 22 أغسطس 2011

Leave a comment

Filed under كلام, توعيه سياسيه, خليك ايجابي