حكايتي مع الجوله الاولي لانتخابات مجلس الشعب 2010:
الأمور مشيت بشكل كويس أول النهار .. الدنيا مكنتش زحمه قوي امام اللجنه .. امين الشرطة شاف بطاقتي + البطاقه الأنتخابيه .. دخلت و صوت .. ابطلت صوتي بالنسبه لكوتة الكتكوتة .. و انتخبت اتنين من المعارضه .. و وانا خارج لقيت حد بيسأل الموظف اللي ماسك اللجنه: “اختار كام واحد؟” .. رد عليه الموظف بمنتهى الثقه:” واحد في الورقه دي .. و واحد في الورقه دي” .. صححتله المعلومه إن المفروض كل ناخب يختار اتنين و اتنين – كنت هكمل و اقوله بس ابعد عن الهلال و الجمل .. بس مرضيتش لحسن مندوب الوطني يهب في وشي – في الاول الموظف قال : “هم قالولي كده” .. و فكر شويه و قال: “أنت معاك حق” .. و كان باين على الموظفين حالة اللخبطه و عدم الفهم.
قابلت واحد من زملاء العمل و قال لي “دي وصمة عار” .. و هو يشاور الي اصبعي الفسفوري … الكلمه استفزتني جدا .. رديت عليه إنها ليست وصمت عار .. و لكن العار هو الصمت .. و حينها تدخل زميلين و ايدوني و حكوا لي عن رحلتهم الي قسم الشرطة لمعرفة ارقامهم الأنتخابيه و حكي لي احدهم الآتي:
ذهبت لاستلم بطاقتي الانتخابيه من قسم الزاويه الحمرا .. قالت لي الموظفه انه علي ان اترك اسمي لكي يعرض على “رئيس المباحث” .. و لما حاولت ان افهم لماذا .. لم اجد جواب مقنع .. قلت اخدهم على قد عقلهم و اديهم اسمي – و أنا مش على راسي باطحه – و ذهبت اكثر من مره لكي استلم البطاقه و لكن دون جدوي .. و اخر مره ذهبت اليها كانت قبل الانتخابات بيوم .. و قلتلها اديني طيب رقمي الإنتخابي .. قالتلي “روح هاته من الحزب الوطني” .. و علي الرغم من عدم منطقية هذا الطلب ذهبت .. و وجدت المقر مقفول .. “اجازة” ..
ثم ذهبت اللي العمل لأجد ان هناك زملاء آخرون مصابون بنفس عقدة الذنب زيي .. و غير راضين عن استسلامهم للسلبيه المفرطه التي اصبحت السمه الاساسيه للانسان المصري .. هذه الصفة التي لم يكتفي بأن يكون مريضا بهـا .. و لكن اصبح داعيا اليها .. و حكي أحد زملائي لي عن تجربته كالآتي:
ذهبت الي اللجنه وجدت تقريبا معظم الموجودين أمام اللجنه من شركات البترول – يسكنون داخل أو خارج الدائره .. فهذا لا يهم المهم سيادة الوزير يبقي سيادة النائب – و يجلس موظفون علي الارض حاملين أجهزة كمبيوتر محموله لمساعدة المرشحين في معرفة لجانهم و بالمره يوصوهم بأن يقدموا الدعم للهلال و الجمل . ثم قالت لي امرأه “انتخب الباشمهندس سامح” .. فا قلتلها “لأ” .. و تحليلي إنها اكيد شغاله تبع وزارة البترول بدليل استخدامها لكلمة “باشمهندس” .. ما علينا .. لاحظت الآتي في ورقة المرشحين:
- مرشحة الإخوان “منال أبوالحسن” كانت تستخدم في الدعايه انها رقم 16 .. و لكن قاموا بتغيير رقمها الي رقم “25”.
- مرشح الاخوان “عصام مختار” على الرغم من حصوله علي حكم لصالحه في حقه لخوض الانتخابات .. لم تتضمن ورقة المرشحين اسمه
و قابلت احدي زميلاتي التي اخبرتني ان رئيس اللجنه “رفض” الإطلاع علي رقمها القومي للتأكد من شخصيتها – بعد طلبها منه ذلك.
طول هذا اليوم و أنا اتابع أخبار الانتخابات علي تويتر و كان هناك سيل من صور و فيديوهات و شهادات بمحاولات تزوير .. و بلطجه و تقديم رشاوي للناخبين .. و ايضا تأكيدات ممثل الحزب الوطني بنزاهة الانتخابات .. و كان الناس بتتكلم عن انتخابات هايتي و الحزب الوطني بيتكلم عن انتخابات نادي الشمس ..
و أنا مروح لقيت مرشح الحزب الوطني حاطط عربيه نص نقل جنب اللجنه اللي على أول الشارع اللي أنا ساكن فيه بتشغل الأغنيه الدعائيه بتاعته اللي بتقول “ناجح و هو ناجح” .. و بتحث الناس علي تقديم الدعم للمرشح اللي كده كده ناجح .. ناجح .. يا جماعه هو اتولد و سموه علشان الحزب الوطني .. المهم .. لقيت ظابط في وشي بكام دبوره و نسر – و من الواضح انه محترم علشان مردش عليه بقلة ادب – و دار بيننا هذا الحوار القصير جدا:
هو مش المفروض حضرتك ممنوع الدعايه دلوقتي؟ .. هو: دعاية إيه؟ … شاورتله على العربيه و قلتله الدعايه دي .. حط ايده على كتفي و ابتسم ابتسامه عريضه و قال … “ماهو كله ممنوع” .. و شكرته و مشيت ..
و من الحاجات المضحكه إن كان فيه واحد واقف متابع المحادثه دي و هو بيبصلي و كأنه بيقولي .. أنت مجنون … حد يكلم ظابط شرطة .. و كمان على كتفه نسر.
بس يا سيدي … و راحت معيطه – مصر طبعا.
بعدها بكام يوم سمعت من ناس كانوا مسكين لجان انهم طول عمرهم بيسمعوا عن التزوير .. و السنه دي أول مره يشوفوه بعنيهم .. والصناديق اللي بتتسرق و البلطجيه اللي بيتأجروا .. و العاهرات اللي بيتم الاستعانه بهم لاكمال عملية الدعاره السياسيه.
– بس يا سيدي …. و راحت مزغرته .. المره دي بقى اللي زغرتت مرات النائب الوطني المحترم .. اللي كسب منصب .. و خسر نفسه.
أنا بقي مش هاحط فيديوهات التزوير علشان هي مغرقه الأنترنت ..أنا هاقدم الكلمتين دول اهداء للزعيم القائد .. بتسألوا الزعيم مين؟ .. أي زعيم .. مش مهم .. مادام أنا عارف انه عمره ما هيقره الكلمتين دول:
شعبك زياط .. مليان إحباط …….. من ساس راسه و لحد الباط
كوتة مرأة .. كوتة اقباط …….. كوتة عُمال .. كوتة ظباط
يرفع رجله .. شاور و أحاط …….. إن الفاسدين شعره في ملقاط
حزبك شعبي .. حزبي وطني …….. ناجح ناجح و بدون إزعاج
عندي حصانه من غير مجلس ……… عندي اموال أنا مش محتاج
…
طلعنا واحد .. نزلنا واحد .. أو زدنا واحد .. نقصنا واحد .. ماهو أصله قاعد ع الكرسي واحد .. و حزب واحد و عز واحد – امضاء: عبدالواحد
و لا يسعني غير إني أتشبث بالأمل .. و على رأي الشاعر:
أعلل النفس بالآمال أرقبها … ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل